معركة مخيم جنين الكبرى 2002: التاريخ الحيّ | فصل

كتاب «معركة مخيّم جنين الكبرى 2002: التاريخ الحيّ»

 

صدر عن «مؤسّسة الدراسات الفلسطينيّة» كتاب «معركة مخيّم جنين الكبرى 2002: التاريخ الحيّ»، من تأليف جمال حويل* وتقديم الأسير مروان البرغوثي.

ينقسم الكتاب الّذي جاء في 190 صفحة إلى خمسة فصول رئيسيّة، يبدأ الأوّل منها بتناول مخيّم جنين في الأدبيّات، في حين يضع الثاني المخيّم في سياقه الفلسطينيّ التاريخيّ والاجتماعيّ والعسكريّ والسياسيّ. في ما يتناول الفصل الثالث عمليّة الإعداد للمعركة، الخريطة والميدان، وما قبل العمليّة العسكريّة الصهيونيّة «السور الواقي». أمّا الفصل الرابع فجاء بعنوان «الصورة والأسطورة: يوميّات المعركة»، ويتضمّن الفصل الخامس والأخير خلاصات معركة جنين وملاحظات نقديّة.

يستمدّ الكتاب "أهمّيّته القصوى من ثلاثة عناصر أساسيّة؛ أوّلها أنّه يعدّ تاريخًا لصيقًا بالحدث نفسه نظرًا إلى خصوصيّة تحوّل المقاوم إلى كاتب، وثانيها أنّه يبيّن مدى النقص في عمليّة استخلال العبر من تجارب كهذه على المستويين الرسميّ والشعبيّ. وأخيرًا تدوين تاريخ تفصيليّ يرافقه التحليل السياسيّ والعسكريّ والثقافيّ لمعركة مخيّم جنين والّذي من شأنه أن يعزّز ثقافة المقاومة في ظلّ الاحتلال الصهيونيّ المتواصل، وفي ظلّ قناعة البعض باستنفاد خيار المقاومة المسلّحة".

تنشر فُسْحَة – ثقافيّة فلسطينيّة فصلًا من الكتاب بالتعاون مع «مؤسّسة الدراسات الفلسطينيّة».

 


 

انطلقت الانتفاضة الأولى، أو انتفاضة الحجارة، في 9 كانون الأوّل (ديسمبر) 1987، وكانت الشرارة الأولى بعد عمليّة دهس شاحنة إسرائيليّة لسيّارة من جباليا تحمل عمّالًا فلسطينيّين، الأمر الّذي أدّى إلى استشهاد أربعة منهم، وخلال تشييع جثامين الشهداء اندلعت مواجهات عنيفة بين المشيّعين الفلسطينيّين وقوّات الاحتلال الإسرائيليّة. لكنّ اندلاع الانتفاضة تاريخيًّا، وكنسيج خلفيّ لهذه الشرارة، جاء بعد تراكمات وأسباب كثيرة حكمتها سياقات تاريخيّة وسياسيّة.

 ظهرت في جنين ومخيّمها النوى الأولى للكفاح المسلّح في فترة شهدت تراجعًا في هذه الاستراتيجيا على مستوى الخيارات العامّة لـ «منظّمة التحرير الفلسطينيّة»...

وجرى اعتبار عناصر كثيرة كمسبّبات تاريخيّة كامنة وراء اندلاع الانتفاضة، مثل انسداد الأفق أمام حلّ سياسيّ بعد احتلال الضفّة الغربيّة وقطاع غزّة، وعدم رغبة إسرائيل والولايات المتّحدة في طرح حلّ سياسيّ، وانتشار المدّ الاستيطانيّ الإسرائيليّ في الضفّة الغربيّة وقطاع غزّة، إضافة إلى تكثيف عمليّة تهويد مدينة القدس ومحيطها والضغط على السكّان وإذلالهم والتدخّل في كلّ تفصيلات حياتهم، والتعبئة المستمرّة من جانب قوى «منظّمة التحرير» بعد الاجتياح الإسرائيليّ للبنان ومهاجمة قوّات الثورة الفلسطينيّة ومحاصرة الرئيس الفلسطينيّ ياسر عرفات سنة 1982. بعد انطلاق «انتفاضة الحجارة» في سنة 1987، تمّ إنشاء «القيادة الوطنيّة الموحّدة للانتفاضة» (قاوم) بمساندة ومبادرة من قيادة «منظّمة التحرير» الّتي مارست دورًا تنظيميًّا عامًّا للانتفاضة مع وجود اللجان الشعبيّة داخل الضفّة الغربيّة وقطاع غزّة.

كانت الانتفاضة قد حصدت، مع نهاية عامها الرابع، في كانون الأوّل (ديسمبر) 1991، قرابة 1432 شهيدًا وشهيدة، منهم 150 شهيدًا وشهيدة من منطقة جنين، وهي المنطقة الّتي احتلّت المركز الثاني في عدد الشهداء حتّى هذا التاريخ بين مختلف مناطق الضفّة الغربيّة بعد نابلس. أمّا مخيّم جنين، فقدّم 16 شهيدًا في تلك الفترة، وقدّمت مدينة جنين 30 شهيدًا، وبلغ عدد جرحى منطقة جنين خلال الأعوام الأربعة 10.279 جريحًا وجريحة.

 

نوى المجموعات العسكريّة المسلّحة في جنين ومخيّمها

في مرحلة مبكّرة من النضال العسكريّ المسلّح ضدّ الاحتلال الإسرائيليّ، ظهرت في جنين ومخيّمها النوى الأولى للكفاح المسلّح في فترة شهدت تراجعًا في هذه الاستراتيجيا على مستوى الخيارات العامّة لـ «منظّمة التحرير الفلسطينيّة». وهنا برزت «مجموعات الفهد الأسود» التابعة لـ «حركة التحرير الوطنيّ الفلسطينيّ ’فتح‘»، و«مجموعات النسر الأحمر» التابعة لـ «الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين»، و«مجموعات كتائب القسّام» التابعة لـ «حركة المقاومة الإسلاميّة ’حماس‘»، «ومجموعات عشّاق الشهادة» التابعة لـ «حركة الجهاد الإسلامي».

 

الفهد الأسود: الذراع العسكريّة لـ «حركة فتح»

لقد جاءت بدايات «الفهد الأسود» في محافظتيّ نابلس وجنين عفويّة وتلقائيّة، فكانت الانطلاقة بشبكات محدودة وخلايا منفردة متناثرة في كلّ أرجاء الضفّة الغربيّة، وكانت هذه المجموعات تفتقر إلى التنظيم والإدارة والمستلزمات الكفيلة لإطلاق عمل عسكريّ منظّم ومستمرّ، الأمر الّذي أدّى إلى إيقاع ضربات قاسية في حقّ الخلايا الأولى لـ «مجموعات الفهد الأسود» في محافظة جنين، حيث انتشرت المجموعات، بصورة متدرّجة، في المخيّم والمدينة، وفي العديد من قرى المحافظة مثل قباطية وبرقين ورمّانة واليامون وسيريس وعرّابة وسيلة الحارثيّة ومسلية وغيرها.

في الوقت الّذي بدأت خلايا «الفهد الأسود» تتشكّل في مدينة نابلس بقيادة الشهيد ناصر البوز، الّذي استُرِدّ جثمانه حديثًا في مطلع حزيران (يونيو) 2012، بدأت نوى الخلايا تتكوّن بين مجموعات أصدقاء في أعمار تتراوح بين السادسة عشرة والتاسعة عشرة، فكانت أولى الخلايا الّتي تأسّست من عدّة شبّان من مدينة جنين ومخيّمها وقرى برقين وقباطية وسيلة الحارثيّة ورمّانة، منهم الشهيد نجيب حويل وهو أوّل شهيد اغتالته القوّات الخاصّة الصهيونيّة متنكّرة بلباس نساء، والشهيد أحمد كميل (الجمل) الّذي أعدِمَ بعد اعتقاله حيًّا، والأسير عبد الكريم عويس – المؤسّس الأوّل للمجموعات والأسير الأوّل الّذي حُكِمَ عليه مدى الحياة، وخرج من السجن وعاد إليه في انتفاضة الأقصى، ثمّ حُكِمَ مدى الحياة مرّة أخرى بتهمة تأسيس «كتائب شهداء الأقصى» - والأسير المحرّر وائل أبو السباع، والأسير المحرّر إياد السلفيتي، والشهد محمود الزرعيني قائد «مجموعات الفهد الأسود» في مدينة جنين، والأسير المحرّر أسامة السيلاوي أبو الكامل، والشهيد ياسر نزّال، والأسير المحرّر أبو العوض كميل، والشهيد باسم صبيحات، والأسير المحرّر أحمد الجميل، والأسير المحرّر مروان زيّود، والأسير المحرّر كمال الفحماوي، ومحمّد عبد الرحمن أبو شملة ’اليابانيّ‘. وفي بدايات تشكيل خلايا «الفهد الأسود» لم يكن أفراد المجموعات يعرفون بعضهم البعض، إذ كانت لقاءاتهم تتمّ بحرص وسرّيّة، فكان الأفراد يلتقون ملثّمين.

بدأ عمل «مجموعات الفهد الأسود» في مجال الأمن الفلسطينيّ الداخليّ، حين ازداد دور العملاء المرتبطين بأجهزة الأمن الإسرائيليّة، الّذين وجّهوا ضربات قاسية إلى الانتفاضة الأولى، فكثرت الاعتقالات والاغتيالات، وجرى إحباط عمليّات المقاومة. عندها، بدأت عمليّات تحقيق محدودة مع العملاء في أماكن بعيدة عن تجمّع السكّان من أجل الحصول على معلومات منهم، ومعرفة طبيعة المهمّات الموكلة إليهم من جانب أجهزة الاستخبارات الإسرائيليّة لضرب المقاومة، وتقرّر معاقبتهم كلّ بحسب جرمه. فكانت هذه المجموعة هي الأولى الّتي أطلقت عمليّات «الفهد الأسود» في محافظة جنين، وتمّ العمل في هذه الفترة بلا مسمّيّات وتقسيم مهمّات وهيكليّة تنظيميّة، إذ كان العمل يتمّ بصورة اجتهاديّة، أي ارتجاليّة وفرديّة.

كانت انطلاقة «مجموعات الفهد الأسود» تهدف إلى تطهير المجتمع الفلسطينيّ من الداخل واجتثاث المتعاونين/ الجواسيس مع قوّات الاحتلال الإسرائيليّة وأجهزته الأمنيّة...

لقد كانت انطلاقة «مجموعات الفهد الأسود» تهدف إلى تطهير المجتمع الفلسطينيّ من الداخل واجتثاث المتعاونين/ الجواسيس مع قوّات الاحتلال الإسرائيليّة وأجهزته الأمنيّة. وتدرّجت هذه العمليّات، كما سبق أن ذكرنا، من خطف العملاء والتحقيق معهم، إلى فضح المتورّطين منهم من خلال تبليغ عائلاتهم بجرم أبنائهم، ونشر البيانات الفاضحة، والتعامل معهم بقسوة كلّ بحسب جرمه، بدءًا بالتحذير من العودة إلى العمالة والخيانة مرورًا بتكسير الأطراف حتّى تنفيذ حكم العدالة الثوريّة بالإعدام. وفي بداية سنة 1990، ونتيجة ازدياد نشاط هذه المجموعات، تمّ اعتقال أفراد الخلايا الأولى المؤسّسين، وتمّ الحكم عليهم بالأحكام العالية مدى الحياة، مثل القائد المؤسّس الأوّل عبد الكريم عويس ووائل أبو السباع وإياد السلفيتي.

أمّا المرحلة التالية من عمل المجموعات فتمثّلت في الانتقال إلى النشاط العسكريّ وشبه العسكريّ ضدّ قوّات الاحتلال الإسرائيليّة، فتمّ تنفيذ مجموعة من العمليّات العسكريّة الموجعة ضدّ الإسرائيليّين، أسفرت عن جرح وقتل عدد منهم في الفترة 1988 – 1992، وهي فترة الذروة للانتفاضة الفلسطينيّة الأولى، على الرغم من التسليح الضعيف الّذي كان يرتكز على بعض البنادق الآليّة والمسدّسات والقنابل اليدويّة القديمة، وغياب التدريب والتأهيل العسكريّين. وبالنسبة إلى مصادر الأسلحة، فمنها ما صودر من الإسرائيليّين بعد عمليّات مشتركة بين «النسر الأحمر» و«الفهد الأسود»، ومنها عبارة عن أسلحة قديمة من مخلّفات الحقبتين الأردنيّة والبريطانيّة مثل «إم-1» والإنكليزيّة ورشّاش «براون- 300»، إضافة إلى أسلحة تمّت مصادرتها من فلسطينيّين يعملون في الشرطة الإسرائيليّة، ومن رجال أمن في «بنك ليئومي». وكان هناك عناصر من «مجموعات الفهد الأسود»، وخصوصًا من أبناء القرى الحدوديّة، لهم علاقات مع تجّار سلاح إسرائيليّين من داخل فلسطين المحتلّة عام 1948، الأمر الّذي ساعد في حصول المجموعات على أسلحة رشّاشة ذات كفاءة أعلى، مثل «إم 16» و«عوزي» وغيرها. ولم يكن هناك أيّ اتّصال يذكر بين «حركة فتح» في الخارج وبين المجموعات العسكريّة التابعة لـ «الفهد الأسود».

الجدير بالذكر بروز عدد من المقاتلين، في تلك الفترة، من الّذين قدّموا بطولات كبيرة ومنهم إبراهيم الزريقي وإبراهيم الفرقع ’جلامنة‘ اللّذان استشهدا في الحيّ الشرقيّ لمدينة جنين في 26 تشرين الأوّل (أكتوبر) 1992، إثر معركة شرسة مع قوّات الاحتلال الّتي حاصرت المنزل الّذي تحصّن فيه الشهيدين، ودامت المعركة أكثر من سبع ساعات استخدمت فيها قوّات الاحتلال الإسرائيليّة القذائف المضادّة للدروع والقصف الصاروخيّ المباشر. وقد خسر جيش الاحتلال عددًا غير محدود من الجنود إلى جانب مقتل قائد الوحدة المهاجمة في مقابل استشهاد المقاتلين.

قبل ذلك كانت قوّات الاحتلال الإسرائيليّة قد وضعت كلّ طاقاتها لاغتيال قادة «الفهد الأسود» مؤسّسي المجموعة في منطقة جنين، والّذين كان من أبرزهم نجيب حويل. فقد كان منزل حويل الواقع في حيّ جورة الذهب في قلب مخيّم جنين هدفًا حيويًّا لقوّات الاحتلال الإسرائيليّة في مداهماتها الليليّة، لكنّ عمليّة اغتياله جاءت يوم الجمعة 30 كانون الأوّل (ديسمبر) 1990، بعد صلاة الجمعة وفي أثناء مغادرة الشهيد المسجد، فكانت في انتظاره واحدة من المجموعات الأولى لما صار يعرف بـ ’المستعربين‘، أو وحدات الموت الإسرائيليّة، وهي مجموعة وحدة دوفدوفان الّتي اشتهرت بتنفيذ عمليّات الاغتيال والتصفية خلال الانتفاضة الأولى. كانت هذه المجموعة بقيادة الصهيونيّ نير، متنكّرة بزيّ نساء وشيوخ، وأطلقت النار على الشهيد وأصابته في ظهره في النخاع الشوكيّ، ثمّ اختطفته ونقلته إلى إحدى المشافي الإسرائيليّة حيث أمضى فيه شهرين، ثمّ أمضى شهرًا إضافيًّا في «مشفى الاتّحاد» في مدينة نابلس حيث استشهد بتاريخ 1 آذار (مارس) 1991. وتمّ خطف جثمانه من جانب قوّات الاحتلال ودفنه مع خمسة من أقاربه في مقبرة من أقاربه في مقبرة الشهداء في واد برقين.

توالت بعد ذلك عمليّات اغتيال مقاتلي «مجموعات الفهد الأسود»، فاغتيل أحمد الجمل وهو من أبرز قادتها في قرية قباطية، حيث اغتالته وحدة دوفدوفان بزيّ مدنيّ قرب معسكر صانور بتاريخ 9 أيلول (سبتمبر) 1991، واختطفته القوّات الخاصّة الإسرائيليّة وهو مصاب ينزف وكان لا يزال على قيد الحياة، ثمّ تمّت تصفيته بدم بارد. وقد ردّت مجموعته بمهاجمة دوريّة إسرائيليّة في الموقع ذاته قتل على إثرها جنديّ إسرائيليّ على الأقلّ.

توالت اغتيالات العديد من قادة «مجموعات الفهد الأسود» ومطارديها، وأبرزهم الشهيد محمود الزرعيني قائد «الفهد الأسود» في مدينة جنين، وإبراهيم الزريقي، إبراهيم الفرقع، خالد الشاكر، باسم صبيحات، عبد الكريم صبيحات، إياد سمّار، مهدي أبو الحسن، باسم شعبان، وليد السوقي، أحمد العبوشي، محمّد السعدي ’أبو السعيد‘، عوض الكرزان، أحمد أمين كميل، حسن عاهد كميل، محمّد نجي، حسن عسّاف كميل، أسامة إبراهيم نزّال، حسن صبيحات، عماد عتيق، أحمد مصطفى دقّة ’الكخّ‘، أمين محمّد رحّال، محمّد علي مديرس، محمّد صادق كميل ’طقطق‘ وبدر شافع نزّال. ومن أبرز قادة «مجموعات الفهد الأسود» الأسرى المحرّرين أسامة السيلاوي ومحمّد تركمان، ومحمّد قدورة، أسامة أبو حنّانة، يوسف إرشيد، محمّد الصبّاغ، فيصل أبو الرب، نعمان الشلبي، أيمن جرادات وبرهان صبيح – الّذي أُعْفِيَ عنه لكن أُعِيدَ اعتقاله خلال انتفاضة الأقصى وحُكِمَ ستّة مؤبّدات بأثر رجعيّ – وأحمد عوض كميل الّذي كان قائدًا للمجموعات في بلدة قباطية واعتُقِل في نهاية عام 1993، وهو متحصّن في سرداب في قرية الكفير بالقرب من مدينة جنين.

تجدر الإشارة إلى أنّ هؤلاء جميعًا اعتُقِلوا قبل «اتّفاقيّة أوسلو» وقبل قدوم السلطة الفلسطينيّة، وكان كثيرون منهم قد اعتُقِلوا وأفْرِجَ عنهم بعد توقيع أوسلو وقدوم السلطة الفلسطينيّة، وهم من المتّهمين بقتل عملاء، ومنهم مَنْ أعِيدَ مرّة أخرى إلى السجون الإسرائيليّة، مثل عبد الكريم عويس بتهمة تأسيس «كتائب شهداء الأقصى» وحُكِمَ عليه بالسجن ثمانية مؤبّدات وعشرين عامًا.

 

«النسر الأحمر»: الذراع العسكريّة لـ «الجبهة الشعبيّة»

«مجموعات النسر الأحمر» هي مجموعات عسكريّة وأمنيّة تابعة لـ «الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين»، وكانت مهمّاتها شبيهة بمهمّات «مجموعات الفهد الأسود» لكنّ انتشارها وعدد كوادرها وأفرادها كانا أقل. وبداية ظهورها كانت في مدينة جنين ومخيّمها، وبرز منها الشهيد مفيد غزّاوي والشهيد يوسف أبو السباع ’أبو عرب‘ الّذي كان قائدًا للمجموعة، وجرى اعتقال العديد من أفرادها. وعملت «مجموعات النسر الأحمر»، في البداية، بصورة مشتركة مع «مجموعات الفهد الأسود» التابعة لـ «حركة فتح»، وخصوصًا مع الشهيدين يوسف أبو عرب ونجيب حويل.

عملت «مجموعات النسر الأحمر»، في البداية، بصورة مشتركة مع «مجموعات الفهد الأسود» التابعة لـ «حركة فتح»، وخصوصًا مع الشهيدين يوسف أبو عرب ونجيب حويل...

 

«كتائب الشهيد عزّ الدين القسّام»: الذراع العسكريّة لـ «حركة حماس»

مع بداية قدوم السلطة الفلسطينيّة وضرب «مجموعات الفهد الأسود» من خلال قيام قوّات الاحتلال الإسرائيليّة باغتيال العديد من أفرادها واعتقالهم، برزت في محافظة جنين أولى مجموعات «كتائب الشهيد عزّ الدين القسّام» التابعة لـ «حركة المقاومة الإسلاميّة ’حماس‘»، فكانت من جنين انطلاقة عمليّاتها الاستشهاديّة في العفّولة والخضيرة. وبرز اسم الشهيد نصر جرّار الّذي اتُّهِمَ بإرسال الاشتهاديّ رائد زكارنة من قباطية، والاستشهاديّ عمّار عمارنة من يعبد – ردًّا على مجزرة الحرم الإبراهيميّ الّتي نفّذها باروخ عولدشتاين – لتنفيذ هاتين العمليّتين، بمساعدة محمود الحلّاجي، أبو مصعب، من مخيّم جنين وسعيد بدارنة من يعبد، المحكوم مدى الحياة والّذي أفرِجَ عنه في عمليّة تبادل الأسرى الفلسطينيّين عام 2011 مع الجنديّ الإسرائيليّ غلعاد شاليط.

 

«مجموعات عشّاق الشهادة»: الذراع العسكريّة لـ «حركة الجهاد الإسلاميّ»

انطلقت هذه المجموعات من بلدة عنزة قضاء جنين بقيادة الشهيد عصام براهمة الّذي خاض اشتباكًا مسلّحًا عنيفًا مع القوّات الإسرائيليّة لساعات طويلة، أوقع خلاله قتلى وجرحى في صفوف جيش الاحتلال والقوّات الخاصّة المهاجمة، ولم ينالوا منه إلّا بعد أن قصفوا البيت بصواريخ وهدموه وهو في داخله.

 


 

مؤسّسة الدراسات الفلسطينيّة

 

 

 

 

مؤسّسة بحثيّة أُنْشِئَت في بيروت عام 1963 كمؤسّسة بحثيّة مستقلّة غير ربحيّة، وغير تابعة لأيّ منظّمة سياسيّة أو حكوميّة، تعني في القضيّة الفلسطينيّة والصراع العربيّ - الصهيونيّ.